مرحلة تأسيس المدرسة:
مدرسة الروم الكاثوليك في بيت ساحور هي مدرسة خاصة مختلطة
تأسست عام 1966م، وهي تتبع بطريركية الروم الكاثوليك في القدس
التي هي المرجع الأول والأخير في الأمور الإدارية والأكاديمية كافة ً،
ممثلة بالنائب البطريركي العام للروم الكاثوليك في القدس.
أسسها المثلث الرحمات المطران جبرائيل أبو سعدى، حيث جمع التبرعات
لبنائها ووضع حجر الأساس لها، من أجل خدمة أهالي بيت ساحور بشكل
خاص ومحافظة بيت لحم بشكل عام.
وقد ساهمت الدولة الألمانية ومطارنة الألمان الكاثوليك في بنائها، وكان على
رأس المطارنة المطران بيتر نيتكوفن ومحسنين كثر.
تكونت المدرسة آنذاك من عمارتين شهد المطران أبو سعدى بناءهما، لكنه توفي قبل أن يشهد جلوس الطلاب على مقاعد الدراسة فيها، ليكمل المسيرة من بعده المطران إيلاريون كبوشي، حيث كانت إحدى العمارتين مقراً للراهبات بالإضافة إلى صف الروضة، بينما تكونت العمارة الأخرى من طابقين تضم صف التمهيدي، والصف الأول الابتدائي.
افتتحت المدرسة في العام 1966م، في الوقت الذي كان فيه المطران كبوشي على رأس الهرم في بطريركية الروم الكاثوليك في القدس، والمرحوم قدس الأب بولس سماحة رئيساً لدير الروم الكاثوليك في بيت ساحور، وقد افتتحت الروضة مع المعلمة الفاضلة مدلين أبو سعدى وإدارة الأخت كاريس هوفمان، بينما افتتح الصف التمهيدي والصف الأول مع المعلمتين الفاضلتين جوروجيت مصلح، والمرحومة باسمة مصلح أبو سعدى، وإدارة الأخت ماريتيا.
وبدأت المدرسة بالتطور، واستمر عدد الصفوف بالزيادة وكذلك عدد الطلاب إلى أن أصبحت المدرسة ثانوية، وتخرج أول فوج من طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) في العام 1978م.
وجدير بالذكر أن مدرسة الروم الكاثوليك كانت أول مدرسة ثانوية في بيت ساحور، وكان الفوج الأول الذي تخرج منها عام 1978م هو أول فوج توجيهي يتخرج في بيت ساحور.
واستمر العطاء والتطور في المدرسة، وأضيف طابق ثالث لمبنى المدرسة في العام 1976.
وحدث تشقق في عمارة الروضة، فهدمت سنة 1989 وبني الجناح الجديد زمن المطران لطفي لحام (غبطة البطريريك غريغورس الثالث حالياً) والذي يضم حالياً مكاتب الإدارة والصفوف الابتدائية الأولى، وقسم الروضة، حيث وضع حجر الأساسي للمبنى عام 1990م، ودشن في أيار عام 1992م.
وفي العام 2013 تم بناء طابق جديد يضم المكتبة ومختبر علمي ومختبر حاسوب وترميم قاعة الأنشطة المدرسية وفي العام 2014 تمت إضافة مبنى جديد للروضة وتجهيزه بأحدث المواصفات والتجهيزات وكان هذا في عهد المطران يوسف جول زريعي ومديرة المدرسة الأستاذة سوسن فكتور اسطفان وبدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
موقع المدرسة:
تمتاز المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك بموقعها الاستراتيجي في قلب مدينة الرعاة وعلى بعد (100)متر إلى الشرق من سوق الشعب في بيت ساحور، وتعتبر صرحاً تعليمياً وتاريخياً وتربوياً وثقافياً مركزياً ساهم ويساهم في تشكيل هوية الأجيال الناشئة وثقافتها.
أهداف المدرسة:
هدفت المدرسة منذ إنشائها إلى توفير فرص عمل من جهة، وتوفير تعليم نوعي ومميز للطلاب، ناهيك عن الدين واللون والمعتقد وتعتمد مدرسة الروم الكاثوليك المنهاج الفلسطيني، الذي أقرته السلطة الوطنية الفلسطينية بالإضافة إلى تدريس اللغتين الانجليزية والألمانية كما ودرجت المدرسة منذ تأسيسها وعلى مدار عمرها الطويل على منح تعليم نوعي يجاري العصر معرفياً، ويركز على توسيع مدارك الطلبة عن طريق تنويع وإثراء البرامج الممنوحة لهم، وإعطاء لغات متعددة والمساهمة في تربية جيل جديد يدرك قيمة التعليم والعمل ويحمل قيماً أخلاقية وروحية تناسب شعبنا وتاريخه وحضارته ويخدم مجتمعه.
- توفير قيادة تربوية متطورة حكيمة، ومعلمين تربويين مؤهلين أكفاء، وتقديم خدمات متميزة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتربوية والروحية.
- تطبيق العديد من الأنشطة التربوية المنهجية والابداعية واستغلال التوابع التربوية في المدرسة (مختبر الحاسوب والمكتبة ومختبر العلوم) بشكل فعال.
- مواكبة التطور التكنولوجي من خلال ما تقدمه من برامج ذات جودة عالية على الصعيد الأكاديمي أو من خلال الأنشطة اللامنهجية التي تساهم في شحذ قدرات الطالب، وتنمية مهاراته الإبداعية لكيون عنصراً فاعلا ً في مجتمعه، وقادراً على تجسيد القيم الإيجابية والحضارية المبنية على المحبة والتسامح واحترام الآخر.
- توطيد التعاون بين كافة أطراف العملية التربوية ودعم الإبداع في التعليم والتعلم من منطلق حرصها الشديد على بناء جيل لا يسدل ستاراً على الماضي ولا يحجب رؤية عن المستقبل، هذه هي الحكمة التي جسدتها تجربة ما يزيد عن خمسين عاماً من العمل المضني.
- الرؤية
نحو بيئة تربوية صحية وصديقة لأسرة المدرسة متميزة بجودة التعلم والتعليم قبل عام 2024 .
- الرسالة
تعمل المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك-بيتر نيتكوفن- بيت ساحور على توفير برامج تنموية وإبداعية للطلبة والعاملين تواكب التطور العلمي والتكنولوجي، وتستثمر الطاقات البشرية والمادية المتاحة بهدف التعلم والتعليم الفعال، متمسكين بالقيم الروحية والاجتماعية والثقافية التي تحث على المحبة والتسامح وحب الوطن واحترام الآخر.
طلاب المدرسة وخريجوها:
نشأ وترعرع وتعلم ونضح في أحضان مدرسة الروم الكاثوليك آلاف الطلبة، وتخرجوا منها لينطلقوا إلى العالم الكبير مدججين بسلاح العلم، والثقافة والمهارات الحياتية المميزة والتي مكنتهم من تحقيق نجاحات باهرة في مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والتربوية والعلمية والاقتصادية في فلسطين بشكل خاص وفي مختلف أرجاء المعمورة بشكل عام.
تقدم المدرسة العلم والمعرفة ل (674) طالباً وطالبة معظمهم من بيت ساحور وفي جميع المراحل، الابتدائية والاعدادية والثانوية، بالإضافة إلى قسم خاص لرياض الأطفال وفيها المراحل: روضة صغار، وروضة كبار، وصف تمهيدي.
وتخطو مدرسة الروم الكاثوليك خطوات تحديث وتطوير متعددة لتحقيق مزيد من التميز والرقي تربوياً وثقافياً وأكاديمياً لصالح طلاب المدرسة بشكل خاص، والمجتمع الفلسطيني بشكل عام.
الإدارات المتعاقبة:
تعاقبت على إدارة هذا الصرح التربوي المعطاء عدة إدارات منذ تأسيس المدرسة عام 1966 وحتى اليوم.
ففي البداية، كان لكل من المدرسة والروضة إدارة مستقلة، فتولت الأخت كاريس هوفمان إدارة الروضة منذ تأسيسها في بداية العام الدراسي 1966/1967 حتى نهاية العام الدراسي 1983/1984 بينما تولت “أخوات الراهبات المخلصيات الألمان” إدارة المدرسة وهن:
- الأخت ماريينا – العام الدراسي 1966 – 1967.
- الأخت ايدت – العام الدراسي 1967 – 1968.
- الأخت هيلترود – العام الدراسي 1968 – 1969 من أيلول حتى كانون الثاني
- الأخت ماري كلير – من بداية الفصل الثاني من بداية العام الدراسي 1968 – 1969 وحتى نهاية العام الدراسي 1975-1976.
- الأخت اليزابيت فايدنغر – من بداية العام الدراسي 1976 -1977 حتى نهاية العام الدراسي 1983-1984.
وفي بداية العام الدراسي 1983 – 1984 أوكلت كل من إدارة المدرسة والروضة إلى رهبان الرهبانية الباسيلية المخلصية وأصبحت تحت إدارة واحدة وهم:
- الأب مطانيوس حداد – من بداية العام الدراسي 1983-1984 حتى نهاية العام الدراسي 1989-1990.
- الأب جوزيف يواكيم – من بداية العام الدراسي 1990-1991 حتى نهاية العام الدراسي 2000-2001.
- الأب سامي الحايك – من بداية العام الدراسي 2001-2002 حتى نهاية العام الدراسي 2004-2005.
- الأب نعمان قزحيا – من بداية العام الدراسي 2005-2006 حتى نهاية العام الدراسي 2006-2007.
- الأب بولس أرملي – من بداية العام الدراسي 2006-2007 حتى نهاية العام الدراسي 2010-2011.
وارتأت البطريركية بعد ذلك أن توكل إدارة المدرسة إلى مدراء علمانيين وهم:
- السيدة فيرا بابون – من بداية العام الدراسي 2011-2012 حتى منتصف الفصل الأول من العام الدراسي 2012-2013.
- السيدة سوسن اسطفان – من بداية الفصل الثاني للعام الدراسي 2012-2013 ولا تزال تدير المدرسة حتى الآن.
الأنشطة المنهجية واللامنهجية:
إن العالم في تطورمستمر، والتربية والتعليم جزء منه، وقد تطور مفهوم التربية والتعليم، ونظراً لذلك ارتأت مدرسة الروم الكاثوليك أن تدخل بعض التعديلات على نظام التعليم الداخلي لتبتعد قليلا ً عن حشو أدمغة الطلبة بالمعلومات التي تحول دون مراعاة الملكات الموجودة بداخلهم، حيث إنها هي من تؤهلهم لخوض الحياة في المستقبل، لذلك اتبعت المدرسة الأنشطة اللامنهجية التي تعتبر مكوناً أساسياً في عملية التعلم والتعليم كما وتعتبر من جهة أخرى جزءاً من رؤية المدرسة الشمولية في توفير تعليم كامل متكامل، يسهم في تكوين شخصية الطالب وبنائه المعرفي.
وتهدف هذه الأنشطة التي تكون خارج حدود الصف الدراسي والمنهاج المقرر إلى اكتشاف مواهب الطلبة وقدراتهم واستعداداتهم وتوجيههم الوجهة السليمة الصحيحة، بالإضافة إلى أنها تحول النظريات إلى خبرات عملية تنمي روح الجماعة وتبعث روح المنافسة بين الطلبة بمختلف مستوياتهم من جهة، وتملأ فراغ الطالب بما هو مفيد له من جهة أخرى.
وتطرح المدرسة حصصاً للرياضة البدنية والفن في إطار المنهاج الرسمي وفي نفس الوقت تتيح الفرصة للطلبة بالمشاركة في العديد من الأنشطة اللامنهجية بدءاً من ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة مروراً بالدبكة والتراث الشعبي والنادي البيئي والتدبير المنزلي وانتهاءً بالرحلات الترفيهية والتعليمية.
ومنذ بداية العام الدراسي 2013/2014 تم افتتاح النادي اللامنهجي في المدرسة لتعزيز مشاركة الطلبة في الأنشطة اللامنهجية المختلفة والتي يتم التدريب عليها بإشراف أساتذة أكفاء ومهنيين.
تسعى المدرسة ومن خلال نشاطات النادي اللامنهجي إلى إظهار وتعزيز ابداعات الطلبة المتنوعة بعروض شيقة ومميزة تقدم في احتفالات متعددة خلال العام الدراسي.
التعلم الالكتروني:
تسعى المدرسة إلى مواكبة التطورات التكنولوجية والمعرفية في المجال التربوي بهدف دعم وتطوير عملية التعلم الذاتي ورفع المستوى المعرفي لدى الطلبة وعليه فقد تم توظيف التعلم الالكتروني في المدرسة والذي يشتمل على العديد من التطبيقات والفعاليات التعليمية المحوسبة ومنها:
- إدراج برامج اتصال وتواصل الكترونية بين المدرسة والأهل.
- تطبيق الدروس المحوسبة من قبل المعلمين والطلبة.
- إدخال اللوح الذكي في صفوف الروضة والمرحلة الأساسية الدنيا.
- تفعيل الصفحة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي للمدرسة.
- معظم الصفوف في المدرسة مجهزة بحواسيب وأجهزة عرض لتفعيل التعليم والتعلم الالكتروني والمحوسب.
- تطبيق نظام التعليم عن بُعد في حالات الطوارئ والذي قد بدأ تطبيقه بشكل فعلي وفعال فترة الإغلاق خلال جائحة كورونا.